من الحقائق المعروفة جداً هي أن الشمبانزي يعد من أذكى الحيوانات المعروفة للبشرية. بنينا هذه الحقيقة على أنه بينما تستخدم الحيوانات الأخرى أقدامها وأنفها للحفر في خلية من النمل الأبيض، مخاطرةً بذلك دخول هذه الحشرات الصغيرة الى ممراتها التنفسية، فإن الشمبانزي يستخدم عصا يدخلها في الخلية، ومن ثم يلعق النمل الأبيض الملتصق بالعصا فقط.
إن فكرنا بالأمر، ولو كان حيوان الشمبانزي ذكي حقًا، فلماذا لا يتعلمون صنع أدوات أكثر تعقيدًا لاستخراج النمل الأبيض، مثل المحراث أو المجرفة؟ لماذا لا يصممون شيئًا مثل مجرفة تساعدهم في إزالة التراب، تمامًا كما نفعل نحن البشر؟
والسبب وراء ذلك هو أن الشمبانزي يفتقر إلى شيء يمتلكه البشر، ويسمى التعلم الاجتماعي. فالقدرة على مراقبة الوسط المحيط والتعلم منه هي التي ساعدتنا بشكل كبير في الانتقال من شخص يعيش في الكهوف إلى الحيوان الاجتماعي الذي نراه اليوم. إذا أردنا التقدم سريعًا بالزمن وبعد مليون عام من الآن، فسنظل نرى الشمبانزي يدق العصي في خلايا النحل ويلعق النمل الأبيض.

يقول العديد من الناس أن الشمبانزي يتصرف بهذه الطريقة لأنه يعيش في الأدغال وليس على دراية باستخدام المحراث و المجراف، ومع ذلك لم تُظهر حيوانات الشمبانزي أيضًا أي فعل تقلد فيه أحد، باستثناء "الإيماءات" العرضية التي تتمثل في نسخ الإشارات أو تقليدها. صحيح أنهم يلتقطون تقنيات التأرجح من فرع إلى فرع آخر، أو الصيد من خلال مشاهدة الآخرين وتقليدهم، لكن لا يوجد، ما يسميه علماء الأحياء، شخص آخر ذو معرفة يمكنه تعليمهم القيام بنفس الأشياء بكفاءة أعلى.
باختصار، لا يوجد دليل على أي تعلم اجتماعي. لم تتعلم حيوانات الشمبانزي الأليفة التي ظلت تحت المراقبة كيفية الكتابة على لوحة المفاتيح ( تقو بضربها فقط وتدقها بقبضتها). ولم تتعلم كيف تجرف رغم أن الناس يفعلون ذلك في حضورهم مرارا.
التعلم الاجتماعي لم يكتشف مؤخرًا. بل هو يحدث منذ زمن طويل. في الواقع، إنه يسبق التعلم التقليدي حيث يُحدث نهج أساسية أكثر ومنظمة للتعلم. هذه هي الجودة الفطرية للتعلم عن طريق مشاهدة الوسط المحيط، ومن ثم تنفيذها على أساس المكافآت والعقوبات هو ما جعل البشر يستخدمون أدمغتهم بأكثر الطرق الممكنة إبداعًا.
إذا رأى رجل بدائي حيوان الشمبانزي يتسلق الأشجار، فلن يقلد ما يفعله على الفور، ولكنه سينتظر ليرى نتيجة ذلك (مكافئة/عقوبة). إذا سقط الشمبانزي من الشجرة، وبدا أنه يستمتع بذلك، فإن الرجل البدائي سيتعلم أن هذا الفعل يعتبر (مكافأة) ويقلده. من ناحية أخرى، إذا كسر الشمبانزي ساقيه، فإن الرجل البدائي يربط الفعل بالعقاب ويبتعد عنه.
الجديد هو الطريقة التي بدأ بها رجال الأعمال في التعرف على الاحتمالات الهائلة التي توفرها منصات مثل تويتر والمدونات ورسائل البريد الإلكتروني لجعل جهود التعلم لدينا في متناول اليد و أكثر فهماً.

نتيجة لاستخدام التكنولوجيا، يمكن جعل التعلم تمرينًا شخصيًا وفردًيا، حيث يمكن التعامل مع مشاكل العمل في الوقت الفعلي على الفور وبشكل فعال. أخيرًا، مما يجعل التعلم عملية معقولة التكلفة وقابلة للتطوير بالنسبة للمؤسسات.
وفقًا لمسح أجرته شركة ديلوات (Deloitte)، أنفقت الشركات الأمريكية حوالي 13675 دولارًا على أدوات وخدمات التعلم الاجتماعي هذا العام، وهو ما يزيد بنسبة 39٪ عما أنفقته في العام السابق. وفقًا لخبراء الصناعة، ستزداد هذه النفقات فقط، حيث تحرص الشركات الأحدث والأكثر شهرة على ربط موظفيها وإشراكهم في أساليب التعلم الحديثة وغير الرسمية والأكثر دقة باستخدام الأدوات الاجتماعية.
يقول خبراء الصناعة إن استخدام هذه التقنيات الاجتماعية في الأعمال التجارية يمكن أن يحقق أرباحًا مذهلة بقيمة 1.5 تريليون دولار للشركات. الجزء المثير للاهتمام في هذه الإحصائيات هو أنه يمكن الحصول على أكثر من نصف هذا الربح في تحسين التواصل والتعاون بين الموظفين والشركات. إن الشركات متحمسة للغاية لهذا المجال، حيث يمكن تحقيق هذا الأمر دون أي استثمار إضافي، فقط من خلال التدريب المناسب والتوجيه.
وعلى مر السنين، بدأت الشركات تدرك أن التعليم الاجتماعي في مجال الأعمال التجارية لا يمكن أن ينجح إلا إذا توفر جو ملائم من التعلم تدعمه روابط اجتماعية عالية الجودة. وهذه التفاعلات الاجتماعية على الإنترنت يجب أن تركز بوضوح على التعلم.
وباستخدام تكنولوجيا التعليم الاجتماعي، تمكنت الشركات في مختلف أنحاء العالم من تبادل التعليم والبيانات بفعالية مع موظفيها، وبالتالي تحقيق تعاون أفضل بين قوى العاملة، وكسر الحواجز بين الموظفين، وتوفير المعرفة الشاملة بين الناس من مختلف الرتب
في تقرير مراجعة الإدارة لعام 2013 الصادر عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، خلص التقرير إلى أن العديد من المنظمات الكبيرة قد صرحت باستخدام برامج الأعمال القائمة على التعلم الاجتماعي في عملياتها أدت إلى زيادة كفاءة القوى العاملة في المجالات الرئيسية التالية :
لا يوجد تعليقات
لاضافة سؤال او تعليق على الدرس يتوجب عليك تسجيل الدخول
تسجيل الدخولدروس اخرى مشابهة