التعلم الاجتماعي

بدأت العديد من الشركات في تنفيذ الكثير من أفضل الممارسات التي تساعد في دمج التعلم الاجتماعي في مكان العمل. تم تطوير العديد من هذه الممارسات مع التركيز على بعض الأهداف الواضحة. هذه الأهداف هي التعلم الموجه نحو النتائج، وزيادة الإبداع من خلال الأساليب البارعة في العمل، والتواصل مع الناس في قضايا الوقت الراهن.

لتحقيق هذه الأهداف، توصلت الشركات إلى الاستراتيجيات التالية:

الاستراتيجية -1 : التركيز على التعلم

إن العديد من أدوات التعلم الاجتماعي هي مجرد أدوات للتواصل الاجتماعي أو منتديات وسائل التواصل الاجتماعي في الواقع، ليس لديها نهج واضح وموجه الى التركيز للتعلم. في معظم الأحيان، تكون مجرد مقالات مكتوبة بشكل عشوائي لا تعالج أي مشكلة بشكل مباشر. الهدف ليس التعلم، ولكن توسيع قاعدة عضويتهم.

يجب أن توفر أدوات التعلم الاجتماعي برامج تعليمية محددة. يجب أن تكون الغاية هي مساعدة الناس على تحقيق أهداف التعلم الخاصة بهم. يجب أن يحصل الأشخاص الذين يستخدمون أدوات التعلم الاجتماعي على المساعدة في الوقت الفعلي عندما يحتاجون إليها. يجب أن يتعاون الناس في أفكار مماثلة للوصول إلى نتيجة أسرع وأكثر كفاءة. بنيتها الداخلية هي العامل الحاسم الذي يجب أخذه بعين الاعتبار. يجب أن يكون الهدف هو توفير تعليم مهني موجه نحو تحقيق نتائج عملية يمكن مقارنتها بمعايير التدريب المؤسسية.

أخيرًا، يجب أن يُمنح الأشخاص حرية التعلم وفقًا لما يناسبهم، دون أن يوجههم أي شخص. يمنح هذا المتعلمين التحكم في تطوير معرفتهم في المجالات التي يختارونها واكتساب الخبرة في ذلك.

الاستراتيجية -2 : الإقلاع عن طرق التعلم التقليدية

بدأت الشركات التي ترغب في ربط التعلم الاجتماعي بمكان عملها الآن في إضافة برنامج إل إم إس (LMS) (نظام إدارة التعلم) كخلاصة اجتماعية. ومع ذلك، فهذه الخطوة لا تعالج مخاوف الموظفين بشكل كافٍ. تتوفر هذه الخلاصات الاجتماعية فقط لمعلم أو لخبير في الموضوع ليضع استعلام عليه، ولكن هذا ليس كافيًا.

إن الجانب الاجتماعي للتعلم يحتاج إلى وجود أحكام يمكن فيها للناس مناقشة الإجابات مع زملائهم ومعرفة ما إذا كانت هذه الحلول قد نجحت في عمليات التنفيذ الأخرى في الوقت الحقيقي. يجب أن تسمح هذه الأحكام للناس بإجراء محادثات قبل التدريب، وبعد ذلك أيضا.

الاستراتيجية -3 : بناء التعلم على سيناريوهات الحياة الواقعية

تدرك الشركات أنه ليس كل شخص مهتمًا بأخذ بعض الوقت من جدول أعماله المزدحم للجلوس في تدريب حيث يتم تعليمهم شيئًا لا علاقة له بوظائفهم. لن يرغب العديد من الأشخاص في قضاء الوقت بعد العمل في مكان لا يتعلمون فيه شيئًا يحسن أداءهم بشكل مباشر، أو شيء ليس له علاقة مباشرة بمسؤولية عملهم.

يحتاج الناس إلى خبراء وأشخاص ذوي خبرة لمشاركة المعلومات المستندة إلى السيناريوهات ، بالإضافة إلى تقديم إجابات للأسئلة التي قد تطرأ بالضبط في الوقت الذي تكون فيه هناك حاجة إليها. سيساعد ذلك هؤلاء المهنيين في الحصول على إجابات محددة ودقيقة للغاية تتناول المواقف بدقة. هذا يقلل من الوقت الذي يبحثون فيه عن مصادر زائفة للحصول على إجابات، ويساعدهم على أداء وظائفهم بشكل أسرع وأفضل.

يؤكد خبراء التعلم الاجتماعي على الحاجة إلى معاملة كل محترف كفرد له وتيرته الخاصة في العمل ومنح النتائج. من خلال معاملة كل شخص يطلب استعلامًا كشخص فريد، يصبح التعلم مخصصًا  لاحتياجات ومواصفات الموظف الفردي.

الاستراتيجية-4 : تغيير الموقف تجاه التعلم

لا يزال يتعين على العديد من الشركات تبني التعلم الاجتماعي بشكل كامل لأنها تفتقر إلى فهم واضح للتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه على أعمالهم. هذا هو المكان الذي تحتاج فيه الشركات التي شهدت تحسنًا كبيرًا في أرباحها إلى المضي قدمًا ومشاركة خبراتها، وتقديم فكرة واضحة مفادها أن التعلم الاجتماعي لا يحسن المهارات الشخصية للموظف فحسب، بل يؤدي أيضًا الى توليد الأعمال والأرباح.

يحتاج الناس إلى إدراك أن التعلم الاجتماعي ليس ممارسة تجريبية خارجة عن المألوف يتم تنفيذها لقياس آثارها. يأتي التعلم الاجتماعي بشكل طبيعي للناس وكان هذا هو الحال لعدة قرون. نحن نستخدم التكنولوجيا فيها فقط ونجعل التجربة أسرع وأكثر سلاسة وأفضل.

يركز برنامج برولينوفا (Prolinnova) وهو برنامج لأصحاب المصلحة المتعددين، على تسليط الضوء على ديناميكيات تقنيات الزراعة المحلية من خلال تشجيع الابتكار المحلي في الزراعة. الفكرة هي توفير منتدى حيث تقارن تقنيات الزراعة التي توارثها المزارعين من أجدادهم بالتقنيات العلمية باستخدام البيانات التجريبية، وسيتم تطبيق التقنيات الأفضل.

ويعد معرض الابتكار بقيادة  المزارعين الذي اقيم العام الماضي أحد الأمثلة على العمل الذي تقوم به برولينوفا(Prolinnova) باستخدام أساليب التعلم الاجتماعي. تم تنظيم المعرض من قبل المزارعين أنفسهم، حيث جعلهم على دراية بمجموعة دعم موثوقة خارج شبكتهم المباشرة.