بحث هذا الكتاب موضوع التحيز وآلياته في صناعة السينما، الغربية عموما، وهوليوود على وجه الخصوص. وليس الكتاب معنيا برصد التحيزات الحاصلة في السينما الغربية ضد ثقافتنا وحضارتنا. إنما يعمل على تفكيك آلية التحيز في صناعة السينما بغرض تنبيه المشاهد إلى العملية المركبة التي هو المتأثر الأهم فيها والتي تفرض رؤى وأفكار وقناعات الآخر عليه. وأخطر ما في تلك العملية أنها تتم بشكل لذيذ وجذاب، باعتبارها تخاطب الجانب الحسي منه، متجاوزة مصفاته الذهنية لما يطرح عليه من نماذج معرفية مغايرة لما يؤمن به. وما يعمل الكتاب على إثباته هو تأكيد أن عملية المونتاج السينمائي هي أخطر أدوات عملية التحيز ذات المصادر الكثيرة في صناعة السينما الأمريكية. إذ إن التحيزات الحاصلة من المسارات الأخرى المشاركة في إنتاج أي عمل سينمائي إنما هي وسيلة تعبير، فيما يتفرد المونتاج السينمائي بكونه أداة تفكير بديلة، مفروضة على عقل المشاهد، تنقل له كافة تلك التحيزات الحاصلة من وسائل التعبير الأخرى.