ما وراء الذاكرة
ظهر مفهوم ما وراء الذاكرة لأول مرة فى دراسات الذاكرة الإنسانية فى بداية السبعينيات على يد فلافل (John Flavell , 1971 ) من خلال بحوثه التجريبية فى مجال الذاكرة ، حيث أضاف بعدا جديدا فى مجال علم النفس المعرفى .
يندرج مصطلح ما وراء الذاكرة ضمن مصطلح ما وراء المعرفة كما موضح فى بالأسفل :
ما وراء المعرفة Metacognition يعنى : تعنى الوعى بعمليات التفكير أما ما وراء الذاكرة Metamemory تعنى : معرفة الذاكرة الخاصة بنا ؛ ما هى قدرتها ، وأفضل طريقة لتذكر الأشياء ، والوعى بقدرات الذاكرة والقيود الخاصة بها وتعد جزء فرعى من ما وراء المعرفة .
مكونات ما وراء الذاكرة :
ولقد أكد فلافل وزملاؤه على أن المعرفة الخاصة بالذاكرة ( ما وراء الذاكرة ) تشمل ثلاث مكونات هى :
1-الشخص person : يتضمن هذا المكون المعرفة حول متى، ولماذا، يتذكر الفرد أو ينسى، ويؤكد flavell أن مكون الشخص يتضمن عدة فروق منها :
-داخل الفرد فى وظيفة أو عمل الذاكرة ، فمثلا أستطيع تذكر (R ) بسهولة أكثر من ( Y ) .
-الفروقات بين الأفراد، مثلاً : صديقى أفضل تذكراً منى فى مهمة معينة.
-فروقات عامة، على سبيل المثال الناس يستطيعون تعلم المعلومات بسرعة أكبر عندما يكونوا مستيقظين ومنتبهون
2-المهمة Task : المتغيرات الخاصة بالمهمة تتضمن تأثير المهمة على أداء الذاكرة ، على سبيل المثال : القوائم القصيرة هى أسهل تذكر من القوائم الطويلة، والاسماء المألوفة هى أكثر تذكراً من الاسماء غير المألوفة، وما وراء الذاكرة المرتبطة بالمهمة تتضمن المعرفة حول خصائص المهمة وكيف تؤثر هذه الخصائص على طرق تنظيم الأداء نظراً لمتطلبات معينة للمهمة .
3-الاستراتيجية Strategy : تعنى استخدام الاستراتيجيات التى تساعد الذاكرة على أداء عملها ، فمثلاً كتابة قائمة مشتريات سوف يساعد على تذكر تلك الأشياء.
عمليات ما وراء الذاكرة :
تلعب إحكام ما وراء الذاكرة أو الأحكام المتعلقة بمعرفة المرء بعمليات ذاكرته دورا هاما في عمليات
التعلم . فقبل وإثناء وبعد مهمة التعلم تكون هنالك إحكام عديدة تؤثر على مختلف مراحل التعلم ، وبالتالي
على القدرة على الاستدعاء والتعرف وهناك ثلاث عمليات مرتبطة بعضها ببعض متضمنة في ما و راء الذاكرة هى :
الوعى، التشخيص، المراقبة .
أولا: الوعى Awareness :
أى وعي الفرد بحاجته للتذكر كمتطلب ضروري للذاكرة الفعالة وجوانب قوته وضعفه الخاص
بالذاكرة وإدراكه للاستراتيجيات المناسبة للمهام الصعبة وكذلك السهلة مما يوفر للمتعلم القدرة على انتقاء
وتحديد ما يستطيع وما لايستطيع تذكره .
ثانيا : التشخيص Diagnosis :
ويتضمن تقدير صعوبة مهام التذكر ، أي ان هنالك مهام اصعب في تذكرها من غيرها وتحديد متطلبات التذكر ، حيث يتم التذكر بصور مختلفة ( تعرف استرجاع شفوي تحريري
ويشير التشخيص لمهارتين مرتبطين فرعيتين :
أ- تقدير صعوبة مهمة التذكر:
ويرتبط ذلك بفهم إن بعض مهام التذكر أصعب من غيرها. وقد قسمت المتغيرات المؤثرة في عملية التقدير إلى
متغيرات مرتبطة بخصائص الأدوات التي تساعد على التذكر
ومتغيرات مرتبطة بمواقف الاسترجاع الطبيعي، حيث يرتبط تقدير صعوبة المهام بكل من مقدار المادة والألفة بالمعلومات وسرعة تقديم المادة وطريقة تنظيمها.
فكلما كانت المعلومات المطلوب تعلمها أكثر كانت صعوبة المهام التذكرية اكبر . كذلك فأن الألفة بالمعلومات أو